5 Simple Techniques For الحرية الشخصية



فلو وضعنا في اعتبارنا الرؤية الأخرى للحرية، سنرى أنه من الصعب أن نحكم بدون أن ندرك دوافع الشخص، فقد يكون السبب وراء تمرد شخصٍ ما، أنه جزء من جماعة أو تيار فكري يدعوه للتمرد، أو تعرض لعملية غسيل دماغ، وهو منساق للتمرد، عكس ما يبدو عليه، وحينها لن يسعنا القول بأنه حر، كما أن مسألة “النمطية” تمسّنا بشكلٍ ما، فرغم المطالبات بالحرية في المجتمع، وحرية المرأة على وجه الخصوص، تظهر الكثير من الصور النمطية، فإذا قررت امرأةٌ ما ألا تعمل، وأن تتفرغ لبيتها، سوف يتم تصنيفها بأنها خاضعة وغير متحررة من عبوديتها، رغم أن الأمر متروك بالكامل لإرادتها، وهي متحكمة في قرارها.

هناك مساحة نتحكم بها وهناك مساحة لسنا متحكمين بها، وهذا هو الأمر.

على الرغم من عدم قدرتنا على تجنب التأثيرات الخارجية، ولكن من الضروري تنمية الاستقلالية والمصداقية في تفكيرنا؛ إذ تعني الاستقلالية تحمُّل مسؤولية أفكارنا ومعتقداتنا، وتقييم الأفكار التي نتلقاها تقييماً نقدياً، وتطوير التفكير المستقل، والذي يؤدي بالطبع إلى الحرية الشخصية، وأما المصداقية فهي الصدق مع أنفسنا، ومواءمة أفكارنا وأفعالنا مع قيمنا ومبادئنا الجوهرية، وعدم الاستسلام للضغوطات المجتمعية أو تغيير مبادئنا وشخصيتنا سعياً إلى نيل قبول الآخرين.

لم يخطئ القول أكبر منظّري الإسلام المعاصر أبو الأعلى المودودي وسيد قطب إذ عرّفا الإسلام بأنه ثورة تحررية شاملة تنطلق من أعماق النفس والعقل والإرادة لتمتد إلى كل ركن من أركان الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية

ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الحق في حرية الرأي والتعبير للأفراد والدول، بإعتباره احد الضرورات لتحقيق حقوق الإنسان الآخر.

“. وتضيف: "المجتمع غير مستعد لتقبل الفكرة لدرجة أنه لدى طلاق شقيقتي من زوجها، رفض أخي رفضا قاطعا أن تعيش بمفردها خوفا من كلام الناس وأن يتهموا أسرتنا بالتخلي عنها؛ وقال عايزة الناس تقول عننا إيه أننا رمينا بنتنا؟"!

ورغم أن رد الفعل المتطرف مفهوم وأن وضع معين هو سبب في هذه الحساسية، ولكنه لا يعني أيضًا أن أسلك الاتجاه المعاكس تمامًا، فهناك دومًا نقطة اتزان بين الاتجاهين.

 انطلاقاً من رؤية فلسفة بالبلدي، فإن المنصة تعيد بث الفلسفة الحقيقية والتي لا تنحصر في الأروقة الأكاديمية، وتاريخ الأفكار الفلسفية المعقدة، وإنما تتسع للساحة العامة وللجميع، والمقالات التي ننشرها، ليست بعيدة عن الواقع بل تمسه وتعيد تشكيله.

ومن عيوب الحرية السلبية أنها غالبًا ما تكون مصدرًا للمبررات، فنبرر ما نفعله أو لا نفعله، بعدم وجود مساحة متروكة لنا، وأنه لو تُرِكت لنا المساحة، لاختلف الأمر. هذا الإسقاط يجعل الحرية مقتصرة بشكل كامل على وجود قيود، وهذا في حد ذاته يخلق مشكلة أو على الأقل مسألة تحتاج إلى التفكير، والتساؤل هل فعلًا انعدام الحرية مرتبط بشكل وثيق بالقيود؟ ألا يمكن أن يكون هناك شخص مقيد بشكلٍ ما ويكون في نفس الوقت حر؟

وكان مسعى أساسي للحركة الإصلاحية منذ قرنين استعادة الفعالية الإسلامية المشلولة بتخليصها من العوائق التي تكبلها ومنها عقائد الجبر المستندة إلى تعرّف على المزيد فهم سقيم لعقائد القدر.

بينما يمكن أن يعيق الترخي هذا النمو ويقود إلى الركود الشخصي والعزلة.

وبما إن حرية التعبير عن الرأي تفسر بأكثر من معني بحسب طبيعة النظام السياسي وأعراف وتقاليد المجتمع ومعتقداته الدينية فإننا نرى وضع ضوابط مقننة تكون بمثابة الإطار العام الذي يستطيع الشخص التحرك خلاله والتي يمكن إيجازها بـ:

الحرية في الإسلام هي الخضوع الواعي لنواميس الكون والشرع, إنها ليست استباحة: افعلوا ما تمليه عليكم رغائبكم، فتلك "حرية الحيوان"، وإنما افعلوا الواجب الذي أمركم الله به تتحرروا من أهوائكم ومن تسلط بعضكم على بعض "

يمكِّنك هذا النوع من الحرية من اعتناق الدين الذي تقتنع به وممارسة المعتقدات الشخصية التي تناسب تفكيرك.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *